والتحدّد ؛ لأنّه لا يعلم فيها الفرد الداخل من الفرد الخارج. فيبقى التردّد والحيرة في كلّ هذه المراتب وهذا يتنافى مع دلالة اللام على التشخّص والتعيّن.
وبهذا ظهر أنّ ( اللام ) الداخلة على الجمع تفيد التعيّن والتشخص ، وهذا لا يحصل إلا في المرتبة الأخيرة من الجمع ، فيكون المراد من ( أكرم العلماء ) وجوب إكرام كلّ الأفراد التي ينطبق عليها هذا الجمع ، وهذا يعني العموم ؛ لأنّ لازم تعيّن المرتبة العليا هو الشمول والاستيعاب لكلّ الأفراد ، فالاستيعاب هنا لم يكن مدلولا ( اللام ) ، بل كان لازما لمدلولها (١).
__________________
(١) نعم ، نحتاج هنا الى إجراء الإطلاق وقرينة الحكمة في المدخول ؛ لأنّ كون التعيّن لا يحصل إلا بالمرتبة العليا. غاية ما يفيد كون الأفراد التي ينطبق عليها المدخول داخلة ، وأمّا أنّ هذا المدخول وهذه الأفراد هل هي أفراد الطبيعة المطلقة أو أنّها أفراد الطبيعة المقيّدة؟
فهذا لا يمكن إثباته من الكلام واللفظ أو ( اللام ) أو المرتبة العليا من الجمع ، بل لا بدّ من إثباته بالإطلاق وقرينة الحكمة.