يكن لها وجود ، فإن وجد شخص بهذا الاسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي أسند إليه سيف وأصحاب كتب الفرق ( ص ٧٣ من حولية كلية آداب الكويت ).
فالمالكي يقرر سلفاً مشاركته الأفكار أو التشكيك الفعلي لابن سبأ ، سواء كان ذلك التشكيك في وجوده أو انكار دوره في الفتنة ، وبالتالي يسقط الرهان الذي راهن عليه في التفريق بين أمرين متلازمين ، وتبقى بعد ذلك مراجعاته وحسب ما قطع به من عدم القدح بالنتيجة التي توصل إليها استاذه الهلابي ـ في أمور شكلية أو في تفاصيل تتسع لها دائرة النقاش والخلاف.
وعلى كل حال فنحن أولا : نرحب بالرجوع للحق ، ولكن الذي ننشده أن يشمل القضايا الكلية ، وألا يكون حجم العنوان أكبر من واقعة ..
ثانياً : أن يسارع المالكي لما وعد به ، فتصحيح الأخطاء أولى من المضى قدماً في استحدات قضايا جديدة قد تحمل في ثناياها ما يدعو إلى مراجعة لها مستقبلاً ، فتضخم الأخطاء ، وربما شكل الاعتذار عنها ثقلاً على النفس أخر بيانها.
ثالثا : وتعني المراجعات استصلاح الأخطاء ـ بعد إعلانها على الناس ـ في الكتب المطبوعة وتصحيح ما بنى عليها من مفاهيم ونتائج متعلقة بها.
رابعاً : وإن يكون التصحيح بلغة ومفهوم يرضى به العالمون وأهل الاختصاص ، وألا يكون مما يرضى به الدهماء وعوام الناس.
وحين يتحقق ذلك كله تعتبر المراجعات ، ويقدر للمراجع تراجعه ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.