البشرية نوع واحد.
فالكمال الاعلى الذي تبتغيه كمال واحد.
والسبيل الذي تتجه فيه الى ذلك المقصد سبيل واحد ، ولا مرية في شيء من ذلك.
البشر نوع واحد ، هذه هي المقدمة الأولى التي يقوم عليها الاستنتاج ، وهي بديهية الثبوت ، وهل يدخل في روع عاقل أن البشر أكثر من نوع واحد ؟.
فالغاية القصوى التي يؤمها هذا النوع غاية واحدة. وهذه هي النتيجة الأولى ، والمقدمة الثانية ، وهي واضحة ثابتة كوضوح المقدمة الأولى وثبوتها ، فإن السنة المتبعة في هذا الكون وفي جميع ذراته ، وفي جميع بسائطه ومركباته أن لكل نوع واحد منها غاية واحدة ، وليس بمقدرة الانسان أن يشذ عنها ، لأنه لايملك أن يشذ عن نواميس الكون.
فالقانون الذي يصل البشر بغايته قانون واحد ، وهذه هي النتيجة الثانية ، وهي واضحة أيضاً وثابتة بعد وضوح المقدمات وثبوتها فان المبدأ الواحد والنهاية الواحدة لن يصل بينهما اكثر من خط مستقيم واحد.
والبشرية مجتمع واحد فهو بحاجة الى نظام اجتماعي واحد.
ويهدمه ويصدع وحدته أن يكون له أكثر من ذلك.
والركائز الحقيقية لهذا المجتمع واحدة فلا يشتق منها اكثر من قانون واحد.
هذه الفكرة المستندة الى هذه اليقينيات
هي فكرة الإسلام عن ( الدين ) وقد جرى عليها في جميع أشواطه ، وباستطاعة الباحث أن يقرأها صريحة