بمفردها للتعريف بالدين الصحيح. لا أقول هذا ، فإن تعيين الدين الحق لايكفي له وجود خاصة واحدة من خصائصه مهما كانت الخاصة مهمة فيه.
والشيء الذي لا ريب فيه أن فقد أية سمة من هذه السمات في دين من الاديان حجة قاطعة على قصور ذلك الدين ، وان اجتماعها مكتملة فيه بينة على أنه دين الإنسانية الحق وسبيلها القاصد الى وجهة الكمال ودليلها المأمون الى استقامة الفطرة.
واذا كان الدين هو المنهاج الصحيح لرقي الانسان الى كماله الاختياري المنشود فمن الحتم ان تجتمع فيه هذه الخلال.
من الحتم أن ينفذ الى ادق خفية من خفايا المرء وإلى أوضح ظاهرة من ظواهره ، الى جميع خصائصه فرداً والى عامة علاقاته مجتمعاً ، ثم الى المجتمع البشري في كل اجزائه ومقوماته وفي كل اعماله وغاياته ، الى صلة الانسان بالحياة التي تعمه وبالكون الذي يضمه وبالمكون الذي يدبره.
كل هذه ميادين لنشاط المرء في فكره ونشاطه في عمله ، وكلها مؤثرات عميقة التأثير في نشاطه في فكره وفي نشاطه في عمله ، فمن الضروري للدين أن يتصل بها كافة متى أردا أن يقدم لإنسان المنهاج التام لكماله التام.
أما طبيعة التشريع في الدين الحق فيجب أن تكون مرتكزة على الملاحظات العميقة لكل هذه الانحاء والموازنات الدقيقة بين مقتضياتها.
اذن ففي ضوء هذه المميزات لابد لنا أن نستعرض الإسلام إذا أردنا ان نبحث عن صحته ، أو اردنا أن نخوض في اسراره.
* * *