وضعها سبحانه لأنه لايستطيع سواها .. وما وضعها لتتحدد بها قدرته وحكمته.
وما دام الامر امر حكمة وتدبير فلنقدر ان مورداً قامت فيه حكمة خاصة تقتضي فيه ما يخالف الحكمة العامة ، أيستحيل أن تتعارض الحكم في الاقتضاء ؟. ولنقدر كذلك أن الحكمة الخاصة التي يحتوي عليها الشيء أشد أهمية من الحكمة العامة وأجدر بالمراعاة فما يصنع الفاعل القادر الحكيم ؟.
أفيضحي بهذه الجهات الخاصة استمساكاً بالقانون العام ؟!
وابن آدم مخلوق محدود النظرة ، وهو يريد أن يحدد قدرة الله في فعله اذا هو لم يدرك وجهاً لذلك الفعل. وقد مضى العلم يثبت له انه بذاته يستطيع ان يفعل الخوارق بعد أن وضع بيديه مفاتيحها ، ثم هو لم يفتأ بعد ينكر ويستنكر على الله أن يأتي بالخوارق. لأنه هو لم يجد مفاتيحها !!.
اقول قد يرتاب العالم الذي لا يذعن إلا للتجربة والعاقل الذي لا يؤمن بسوى المحسوس ، قد يرتاب هذان في أمر الخوارق ، وقد يتأدى الشك بهما الى الانكار ، إلا ان هذه الريبة لا تتسرب ابداً الى معجزات الإسلام.
المعجزات التي يعتمد عليها دين الإسلام لاثبات صدقه محسوسة مسموعة لكل حس ولكل سمع فلا يرتاب فيها علم. وهي لاتنقض ناموساً من نواميس الكون ولا تغيّر مجرى مجاري الطبيعة فلا يمتري فيه عقل ، وهي عامة شاكلة لكل عصر ولكل جيل فلا يتردد في حكمتها عاقل.
معجزات الإسلام لاتفجأ الانسان من قبل خرق النواميس الكونية فهي ليست في الطرف الأدنى من حدود الاعجاز ، بل تأتيه من جهة الكمال في هذه النواميس فهي في الطرف الاسمى من تلك الحدود.