والإسلام دين تعاطف وأخوة ، وشريعة مودة ورحمة ، ومبدأ اخلاص وولاء ، أليس المؤمنون أخوة كما يعلن كتاب الإسلام في مواضع منه ، ورحماء بينهم كما يذكر في مواضع أخرى ، وبعضهم أولياء بعض كما يقول في آيات غيرها ولقد كانت هذه نعوت أسلافنا من قبل ، فهل نحن كذلك ؟
إن كنا كذلك فنحن حقاً مسلمون.
نعم أيها الأخوة ، الإسلام دين وعقيدة ومبدأ ، وليس رجالا يتحزب لهم أو يتعصب عليهم ، فاعرفوا حقيقة الدين ، وتمسكوا بلباب العقيدة ، وطبقوا قواعد المبدأ ، ثم اعرفوا من تشاؤون من الرجال بعد ذلك وتنكروا لمن تشاؤون.
اعرفوا الدين خالصاً لا شوب فيه ، صريحاً لا لبس معه ، ثم اعرضوا للرجال في ضوء تعاليمه ـ اذا لم يكن لكم بد من ذلك ـ فان منازل الناس تتفاوت بمقدار اتباعهم للحق ، وعزوفهم عن الباطل ، واخلاصهم في العقيدة.
لا يلام باحث أن يستعرض المذاهب بالموازنة المنطقية ، ويستوعبها بالنقد النزيه ويحكم في قواعدها البرهان الصحيح. لا يلام باحث أن يفعل ذلك تثبيتاً للحجة واستيضاحاً للحق ، وقد يكون مثاباً عند الله سبحانه على فعله متى كان حسن النية فيه.
ولكنه يكون ملوماً يوم يتحزب ويتعصب ، ويكون مؤاخذاً اعنف المؤاخذة وملوماً أعظم اللوم يوم يجره التعصب الى مالا يحمد ، فلا يبصر غير مطاعن ولا يذكر إلا مثالب.
نشأت هذه الاصناف من الكتاب لتضيِّع
البقية الباقية من الإسلام على