الباحثين ولتضع العراقيل والاشواك في طرق المصلحين ، حتى لو ان أجنبياً رام ان يتعرف الإسلام مما يكتبون لاستبان لدين الله صورة شائهة مفزعة مرعبة يضرب بعضها بعضاً ، ويسخر بعضها من بعض.
أما المصلحون المخلصون الذين عرفوا دين الإسلام حق معرفته ، وفهموا كتاب الإسلام حق فهمه ، والذين نصروا الدين للدين ، واتبعوا الصواب للصواب. أما هذا الفريق الخالص من الكتاب المسلمين فهم القلة القليلة. وإن ضوضاء الفتنة لتكاد تخمد أصواتهم ، وإن رهج المحنة ليكاد يخفي أشباحهم. غير انهم قويون بالله ، كثيرون بمدده ، عزيزون بنصره ، وان المرء ليصل روحه بالله من طريق العقيدة فيصلها بمعدن القوة التى لا تضعف وبينبوع العزة التي لا تذل ، وبمصدر النصرة التي لا تخذل.
( وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ).
أما بعد فقد حاولت جهدي ان اقتدي بهذه الفئة الصالحة من انصار الله فاعرّف الإسلام كما شرعه الله ديناً قيماً لاعوج فيه. وأصور المسلم كما نعته القرآن مثالاً للسمو النفسي والخلق الرفيع فكان من هاتين المحاولتين هذا المجهود الذي أضع حلقته الاولى بين أيدي القراء.
ولم اتبسط في القول لأن البسط يفوِّت على بعض الأغراض ولم أستوعب لأن محاسن دين الله تربو على الحدود ، وتتأبى على الحصر.
وقد يكون هذا الحديث مقدمة لدراسة مفصلة أوافي بها القراء حين يساعدني التوفيق ومن الله سبحانه استمد المعونة والسداد فيما عزمت وفيما رغبت انه الموفق المعين.
محمد أمين زين الدين