موسى بن بغا الى منازلة الخوارج فزحف بقواته مصطحباً معه بايكباك الذي وقف الى جانبه اثناء الاحداث العاصفة في سامراء وخلال تلك الفترة افرج عن الامام الحسن العسكري فعاد الى منزله الذي يخضع الى رقابة مشددة.
وفيما كانت دروب سامراء تهتز تحت سنابك خيل الدوريات ، كان هناك منزل في « درب الحصا » تغمره السكينة والسلام.
ولج الامام الحسن السرداب بعد أن نزل عشرين درجة من سلم صخري ..
المكان يزخر بالصمت لا يسمع فيه المرء سوى أصداء الانسان المقهور وهو يقف في المحراب في زمن يصلب فيه الانبياء.
ليس هناك من سلاح يدافع فيه المرء عن نفسه سوى سلاح الانبياء .. وولج الانسان المقهور ملكوت الله يبثه لواعجه وهواجسه :
ـ « احتجبت بحجاب الله النور الذي احتجب به عن العيون ..
واحتطت على نفسي وأهلي وولدي ، ومالي وما اشتملت عليه عنايتي .. بسم الله الرحمن الرحيم ..
واحرزت نفسي ، وذلك كله ، وما أخاف وأحذر بالله الذي لا إله إلاّ هو الحي القيوم .. لا تأخذه سنة ولا نوم .. له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بأذنه .. يعلم ما بين أيديهم