ـ « واجعله اللهم في أمن مما يشفق عليه منه ..
ورد عنه من سهام المكائد ما يوجهه أهل الشنآن.
إليه والى شركائه ، ومعاونيه على طاعة ربه .. الذين جعلتهم سلاحه وحصنه ، ومفزعه وأنسه .. الذين سلوا عن الأهل والأولاد ، وجفوا الوطن ..
« فاجعلهم اللهم في أمن من حرزك وظل كنفك ، ورد عنهم بأس من قصد اليهم بالعداوة من عبادك ..
اللهم واملأ بهم كل أفق من الآفاق ، وقطر من الاقطار قسطاً وعدلاً ..
انك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد » (١٢٤).
انبلج عمود الفجر الصادق واستيقظت حمامة بيضاء كانت قد اتخذت لها عشاً فوق سطح المنزل منذ أمد ، وارتفع أذان الصبح من فوق المئذنة الملوية التي ما تزال ترسل أنواراً ضعيفة الى القوافل القادمة من الشام وفلسطين ..
ومع صياح الديكة هدأت الأزقة تماماً ولم يعد المرء يسمع وقع حوافر خيول الدوريات التي تجوس خلال الدروب الغارقة في الظلام.