ـ لقد كان ابو مسلم الخراساني أعظم شأناً لدى أهل خراسان من هذا التركي عند أصحابه .. وقد هاجوا على المنصور فما أن رمى اليهم برأسه حتى سكنوا ، وقد كان فيهم من يعبده .. فلو فعلت ذلك سكنوا وأنت أشد من المنصور اقداماً!
التفت الى رجل كان يعمل حداداً في الكراخ وأمره أن يقطع رأس بايكباك .. وعبأ المهتدي المغاربة والفراغنة ضد الاتراك تحسباً للواجهة.
وخيم الظلام على سامراء ، واستحالت البيوت الى أشباح مخيفة ، واقفرت الدروب من العابرين ..
وكانت أنباء ما يجري تنعكس داخل السجن حيث يترقب الجميع ما تسغى عنه الحوادث.
وفي الزنزانة التي يمكث فيها الامام قال أبو هاشم بأسى :
ـ المهتدي يتهدد الشيعة بالتشريد ، وقد سمع يقول « لأجلينهم عن جديد الأرض ».
قال الامام وهو ينظر الى ما وراء الاحداث :
ـ ذاك أقصر لعمره .. عد من يومك هذه خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس .. بعد هوان واستخفاف يمر به.
وأطرق أبو هاشم وقد استغرقته الكلمات الواثقة تخترق حجب الزمن (١٢٦).
ولم يكن أبو هاشم ليهتم بالأخبار كثيراً ، فقد وطن نفسه