على تحمل السجن منصرفاً الى العبادة ... ولكن الكلمات أيقظت في روحه هاجس ما يجري ... أن حادثة كبرى في المخاض لا يعرفها أحد الا الله وهذا الفتى الطاهر الذي أودعه الله سره.
كان أحمد بن المتوكل الذي تم توقيفه وايداعه في زنزانات قصر الجوسق قد سمع بنبوءة الامام الحسن حول مصير المهتدي. وفي يوم الثلاثاء ١٣ رجب عبأ المهتدي قواته وأمر بضرب مخيم معسكره خارج سامراء في المنطقة التي تشتمل على قصور الخلافة التي بنيت في عهد المتوكل (١٢٧).
وكانت قواته تتألف من الفراغنة والمغاربة وبعض الاتراك وبين قوات بايكباك التي انضوت تحت قيادة أخيه « طغوتيا » الذي خاض المعركة سكراناً كعادته.
طالب الاتراك بالافراج عن بايكباك فأمر المهتدي أن يرمى برأسه اليهم ونفذ العملية قائد المرتزقة عتاب بن عتاب.
وقد اثارت هذه الخطوة غضب الاتراك جميعاً حتى ان انصار الخليفة منهم انحازوا الى « طغوتيا » فتضعضت خطوط جيش الخليفة إثر هجوم جرىء قاده « طغوتيا » وأضطر الخليفة الى الفرار شاهراً سيفه يصيح :
ـ يا معشر الناس! أنا أمير المؤمنين ... قاتلوا عن خليفتكم! فلم يكترث له أحد!
فاتجه الى السجن وأمر باطلاق السجناء متوقعاً عونهم