أما الآن فقد عادت الحياة الطبيعية الى « سامراء » بعد تنصيب « عبيد الله بن يحيى بن خاقان » رئيساً للوزراء في الثاني من شعبان سنة ٢٥٦ هـ (١٢٩) ... وتدور رحى الأيام وينمو القمر في السماء.
يخيم على سامراء هدوء مشوب بالحذر ، وما يزال القلق يسيطر على مؤسسات الحكم الجديدة ، وبدا على الجميع العزوف عن المغامرة والركون الى الراحة ، والاستعداد لمواجهة أخطار مصيرية من قبيل ثورة الزنوج في جنوب العراق والتصدي لدولة « الحسن بن زيد الطالبي » في شمال ايران.
أما موقف الحكم الجديد من الامام الحسن العسكري الذي عرف آنذاك بـ « الصامت » (١٣٠) فقد كان غامضاً وقد تقرر فقط مراقبته وفرض الحضور الاجباري عليه الى القصر مرتين في الاسبوع في يومي الاثنين والخميس (١٣١).
وبشكل عام فقد كانت العلاقات بين الامام والقصر علاقة هادئة يشوبها حذر من قبل الدولة.
ولعل مرد هذا يعود الى أن رئيس الوزراء عبيد الله بن يحيى وهو سياسي قديم شهد مصرع المتوكل وكان يومها وزير كبيراً في البلاط وأن الامام علي الهادي والد الامام الحسن قد تنبأ بمصير المتوكل كما أن الكثيرين ايضاً سمعوا بنبوءة الامام الحسن حول مصير الخليفة المهتدي الذي لقي حتفه على أيدي الاتراك أيضاً!
على أن زيارة الامام العسكري والاتصال به كانت متعذرة لما