يترتب عليها من الملاحقة والمطاردة ، كما أن الامام الحسن هو الآخر كان يميل الى تعويد أتباعه على قبول الاتصالات عبر الرسائل المحررة والشفاهية بواسطة رجال ثقات من اصدقائه الاوفياء ... كل هذا تمهيداً لقبول فكرة الامام الذي سيغيب عن الانظار منتظراً الظروف المواتية للظهور.
بدا بيت الامام الحسن العسكري في « درب الحصا » أشبه بقلعة محاصرة ... بابه مغلق أغلب الاوقات الاّ في يومي الاثنين والخميس حيث يغادر الامام منزله متجها الى قصر الخلافة برفقة بعض مسؤولي الدولة وخلال الطريق المؤدية الى القصر يصطف البعض لرؤية الامام عن بعد ...
ولم يكن لأحد أن يجرؤ على زيارة الامام باستثناء عمته التي تزوره زيارات متقطعة وكانت في الحقيقة تترقب ميلاد الصبي الموعود والذي سمعت من شقيقها أنه قد أطل زمانه.
شمس غروب تموز (١٣٢) تقرض المنازل بغلالة ذهبية وكانت نسائم ندية تهب من ناحية دجلة ، وقد بدت المئذنة الملوية تستعد لرفع الأذان.
انفتح باب منزل الامام ليخرج خادم أسود تفوح منه رائحة المسك آخذاً سمته الى منزل قريب هو منزل المرأة الصالحة حكيمة بنت الجواد عمة الامام الحسن التي ما انفكت تتفقد ابن اخيها وتزور زوجته الطيبة « نرجس » تلك الفتاة التي امضت شهوراً