ـ إذهب اليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ماهو بسبيله فاذا وقعت الأنسة فقل :
« قد حضرتني مسألة أسألك عنها؟
وعندها سيقول لك ماهي؟
فقل له : إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن ، هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها وذهبت اليها؟
سيقول لك : إنه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع.
فإن أجابك بالإيجاب ، فقل له : فما يدريك لعله أراد غير هذا الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعاً لغيره معانيه ..
وانطلق الرجل الى منزل الكندي وراح الفيلسوف العربي يصغي بانتباه الى كلمات تنسف مبانيه نسفاً فتجعلها قاعاً صفصفاً!
قال الفيلسوف وكأنه صحا من وقع الصدمة المباغتة :
ـ اقسم عليك أن تخبرني من أين لك هذه الكلمات؟!
قال التلميذ :
ـ انه اشكال عرض في قلبي.
قال الفيلسوف بإصرار :
ـ كلا! انك أعجز من ذلك .. عرّفني من أين لك هذا؟
قال التلميذ مستسلماً :
ـ أمرني بذلك الامام أبو محمد!