قال الفيلسوف وقد خشع قلبه لإهل البيت :
ـ الآن جئت بالحق .. وما كان ليخرج مثل إلاّ من ذلك البيت!
وعلى الفور ألقى الكندي أوراقه الصفر في موقد النار (١٦٥) وراح ينظر الى السنة اللهب المتصاعدة فيما تشهد أعماقه ميلاد أفكار جديدة (١٦٦).
وتنفس الامام الحسن الصعداء بعد أن تناهى اليه موقف الفيلسوف الكندي ..
وشهد شارع « درب الحصا » ذلك اليوم حركة غير عادية اثر قيام الخليفة المعتمد بزيارة مفاجئة للامام في منزله!
الهواجس وحدها وراء هذه الزيارة ... فالمعتمد لم يكن واثقاً من استمراره في الحكم .. وكان اليأس يملأ قلبه بعد أن عمّت الاضطرابات والقلاقل أرجاء البلاد .. ولكنه لا يشعر بالخطر الجاد إلاّ ازاء تنامي نفوذ أخيه الموفق القائد العام للجيوش العباسية والحاكم العسكري العام ..
لقد فكر المعتمد بطريقة تمكّنه من بسط نفوذه وتعزيز مركزه ولكن دون جدوى ، فالاجواء من الارتباك بحيث يصعب الركون الى شيء أو التكهن بشيء ..
من أجل هذا قصد زيارة الامام والاجتماع به على انفراد ..
لقد اثارت هذه الزيارة دهشة الكثيرين وستبقى علامة