المنزل ، الذي بدا وكأنه قلعة يحاصرها الأعداء ..
وبالرغم من تردّي حالة الامام الصحية إلاّ أنه كان في كامل وعيه وكانت شؤون المنزل تمضي حسب برنامج دقيق بإستثناء جعفر الذي بدأ يتصرّف وكأنه ربّ البيت والسيّد المطاع.
الزمن يمرّ متوتراً .. والإمام في حجرته راقد في فراش المرض زوجته السيدة نرجس في حجرة أخرى .. ماريا ونسيم في حجرة مستقلة .. كافور وعقيد يعملان بصمت وحزن ترى أين الصبي؟! هل كان مختبئاً في مكان ما من السرداب؟!
هل كان في منزل السيدة حكيمة؟!
رجال القصر وموظفوه محشورون في الرواق المؤدي الى غرفة الإمام وفي قبال ذلك حجرة السيدة نرجس ، أما السرداب فيوجد اسفل الغرفتين حيث يوجد باب صغير يؤدي الى سلّم ومنه الى السرداب ..
اليوم هو ٧ ربيع الأول ٢٦٠ هـ ٣١ كانون الأول ٨٧٣ م وسامراء مقبلة على ليل شتائي طويل(١٧٥).
تسرّبت أنباء مرض الامام الى أوساط الناس واصبح ذلك محوراً في أحاديث الشيعة .. وظهرت تساؤلات حول مستقبل الامام وهويّة الامام الجديد!
وفي تلك الليلة الطويلة تمكن الامام من كتابة مجموعة من الرسائل الهامّة كجزء من خططه لابلاغ الأمّة وجود الامام الغائب