في أمرنا بلا أذن منا ولا رضى يستبد برأيه .. لا يمضي من أمرنا اياه الاّ بما يهواه ويريده أرداه الله بذلك في نار جهنم ..
فصبرنا عليه حتى بتر الله بدعوتنا عمره وكنا قد عرّفنا خبره قوماً من موالينا في أيامه ـ لا رحمه الله ـ وأمرناهم بالقاء ذلك الى الخاص من موالينا ، ونحن نبرأ الى الله من ابن هلال ـ لا رحمه الله ـ وممن لا يبرأ منه .. » (٢٠٨).
ولم تكد هذه الفتنة تنتهي حتى اشتعلت فتنة أخرى عندما رفض « محمد بن علي بن بلال » الاعتراف بسفارة محمد بن عثمان ، مستحوذاً على الأموال التي تجمعت لديه بوصفه أحد وكلاء الامام الحسن عليهالسلام.
وبالرغم من أن السفير قد رتب له لقاء خاصاً له مع الامام الذي أمره بتسليم الأموال الى سفيره لكنه ظل على موقفه مما استدعى محمد بن عثمان أن يزوره في منزله بعد أن تأكد لديه وجود شخصيات بارزة تؤيد ابن بلال على موقفه ..
كان الوقت مساءً وسماء تموز تزخر بالنجوم .. وسمع ابن بلال وجلساؤه طرقات على الباب مالبث أن حضر الخادم يقول :
ـ أبو جعفر العمري على الباب.
شعر الحاضرون بالفزع لأن علاقات ابن بلال مع محمد بن عثمان قد توترت بشدة بسبب اصرار ابن بلال على الاحتفاظ بالأموال لديه مستغلاً عجز العمري عن استردادها لأنه لا يستطيع