نهض أبو جعفر منهياً اللقاء .. لقد حقق هدفه من الزيارة ..
وأقام عليه الحجة .. كان ابن بلال يخطط لإدّعاء السفارة فاجهض العمري مخططه قبل أن يستفحل (٢٠٩).
وعندما غادر السفير المنزل انبرى أبو الطيب يستجوب أخاه :
ـ هل رأيت صاحب الزمان حقاً!
ـ نعم!
ـ أين؟!
قال أبو طاهر وهو يستعيد مشهداً توهج في ذاكرته :
ـ اصطحبني أبو جعفر الى بعض دوره .. وهناك عندما وقفت في باحة الدار إذا بصاحب الزمان يشرف علي من السطح ويأمرني بحمل ما عندي من المال اليه!
قال أبو الطيب وقد برقت عيناه :
ـ ومن أين علمت انه صاحب الزمان؟!
قال ابن بلال بلهجة فيها احساس بالهزيمة :
ـ شعر قلبي بالهيبة له .. وداخلني احساس بالرعب .. ما جعلني أؤمن بانه صاحب الزمان ..
ومرة أخرى عاد الصمت وكان هناك رجل يؤيد ابن بلال في مناهضته السفير فنهض وقد غمر قلبه ايمان بان محمد بن عثمان هو سفير الامام الحق (٢١٠).