٣٢
ومرّت عشر سنوات عصفت الأحداث خلالها بالبلاد شرقاً وغرباً .. ففي سنة ٢٧٠ هـ ٨٨٤ م بلغ الموفق ذروة مجده السياسي عندما قضى الى الابد على ثورة الزنوج.
وفي نفس السنة توفى احمد بن طولون حاكم مصر المتمرد على الخلافة فتسنم الحكم بعد ابنه خمارويه ، كما توفى مؤسس الدولة العلوي في طبرستان الحسن بن زيد فيخلفه أخوه الملقب بـ « القائم بالحق ».
وفي سنة ٢٧١ هـ ٨٨٥ م انخفض منسوب المياه في نهر النيل مما هدد مصر بالقحط والمجاعة .. وتزامنت هذه الكارثة الطبيعية مع زحف الجيوش العباسية لاسترداد مصر وانهاء عصيان حاكمها الجديد.
ولكن خمارويه جهز هو الآخر قوّاته وتقدم نحو الشام فاشتبكت الجيوش في منطقة الرملة بفلسطين في معارك ضارية انتهت بهزيمة ساحقة للجيوش العباسية وتكريس سيطرة الشام وفلسطين لخمارويه.