ولم تكد فتنة الحلاج تنتهي حتى بدأت فتنة كان بطلها هذه المرة « الشلمغاني » محمد بن علي .. ستثير هذه الفتنة أوساط الشيعة قبل أن يستفحل خطرها وتتدخل الدولة فمن هو الشلمغاني :
نشأ في قرية شلمغان في ضواحي مدينة واسط العراقية وكان من المحدثين وله مؤلفات في ذلك .. وتألق نجمه عندما وثقه الشيخ الحسين بن روح لبني بسطام ، وقد استغل هذه التزكية فراح يبث سمومه وانحرافاته العقائدية ، وما ساعده على ذلك إن الظروف السياسية كانت ضد السفير الحسين بن روح الذي اختفى عن الانظار ، وكانت بغداد في تلك الفترة مسرحاً للمؤامرات والدسائس.
أعلن الشلمغاني في أوساط الشيعة أنه وكيل الامام المهدي وانتبه السفير الى تحركات الشلمغاني المشبوهة وبدأ تحذيراته من هذا المنحرف الذي استطاع ان يكسب الى جانبه كثيراً من المؤيدين!
واستفاد الشلمغاني من وزارة « علي بن الفرات » الثالثة ، فابن فرات هذا ينتمي الى الفرقة النصيرية (٢٧٤) المنحرفة عن الاسلام اما ابنه فيعد من اكثر الدمويين قسوة ووحشية ..
وفي هذه الفترة القي القبض على السفير الحسين بن روح وزج به الى السجن ، وقد أثار هذا الاجراء استياءً شعبياً.
وبلغ الشلمغاني ذروة نفوذه في هذه الفترة خاصة بعد توطد