فأقام على توليه بعده وأعلمهم ـ تولاك الله ـ أننا في التوقي منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم.
وعادة الله ـ جل ثناؤه ـ مع ذلك قبله وبعده ـ عندنا جميلة وبه نثق ، واياه نستعين ، وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل » (٢٧٧).
ويشاء القدر أن يقع حادث غريب يكون سبباً في انفراج الأزمة واطلاق الحسين بن روح من السجن وفرار الشلمغاني.
ففيما كان الجراد يهاجم المحاصيل الزراعية .. ألقي القبض على رجل ايراني في قصر الخليفة المعروف بقصر التاج .. يرتدي ثياباً فاخرة فوق قميص صوفي ، ومعه أدوات عديدة مقدحة ، كبريت ، محبرة ، ومجموعة أقلام ، سكين ، كاغد سكر وحبل طويل من قنب وكشف التحقيق انه ربما تسلل الى القصر مع الصناع واختفى في حدائق القصر ، وانه شعر بالعطش فخرج يبحث عن الماء فألقي القبض عليه!!
وسيق الرجل مخفوراً الى رئيس الوزراء ابن فرات الذي سأله عن هويته وماذا يفعل داخل القصر؟ فالتزم الصمت وقال انه لن يتكلم إلاّ أمام صاحب الدار يعني الخليفة .. فتعرض للضرب فصاح : بسم الله بدأتم بالشر ..
وهتف بالفارسية :