اجتاحت قوات من الروم مدينة ملطية يعاونهم مليح الأرمني ودارت معارك ضارية استطاع الاهالي فيها رد المعتدين واطلقوا صيحة استغاثة الى بغداد ولكن أحداً لم يكترث لهم (٢٨٧).
لقد كانت بغداد تتابع بقلق تحركات القرامطة الذين يثيرون الرعب في كل مكان ..
فقد فر أهل مكة الى الطائف عندما سمعوا بزحف « أبي طاهر القرمطي » اليها ولكن سرعان ما وصلت الاخبار أنه في طريقه الى العراق .. وان هدفه الاول سيكون الكوفة ..
كتب الخليفة الى يوسف بن أبي الساج الذي يرابط في مدينة واسط أن يتحرك بسرعة صوب الكوفة .. وأخبره بان اطنانا من المؤن بما في ذلك القمح والشعير بانتظاره.
ويشاء القدر أن تسقط هذه المؤن بيد أبي طاهر وعندما وصل الجيش العباسي في الثامن من شوال وجد الطريق الى الكوفة قد سقط بايدي القرامطة.
كان الجيش العباسي يفوق قوات القرامطة اضعافاً مضاعفة ، ولذا شعر ابن ابي الساج بالغرور وأمر باعداد كتاب الفتح قبل أن تبدأ العمليات الحربية؟
ونشبت المعركة في ضحى يوم السبت ٩ شوال واستمرت حتى الغروب ، وقاد أبو طاهر هجوماً مدمراً حطم فيه خطوط الجيش العباسي الذي انهار فجأة ، ووقع يوسف في أسر القرامطة