ووكل أبو طاهر طبيباً يعالج جراحه.
وصلت فلول المنهزمين بغداد حفاة عراة وكان لمنظرهم المأساوي الأثر الرهيب في بث الرعب في المدينة واصدر « نازك » قائد الشرطة العام امراً بمنع التجول ليلاً ونفذ الاعدام بالمتخلفين.
وبدأ سكان بغداد يعدون العدة للفرار من المدينة الى همدان في ايران ، فيما وصلت انباء مؤكدة ان القرامطة في طريقهم الى الانبار.
استدعى الخليفة القائد العسكري مؤنس المظفر لمواجهة القرامطة ، فحرك خمسمئة زورق مشحون بالجنود لصد القرامطة اذا حاولوا عبور نهر الفرات.
حرك القائد قطعات من قواته الى الانبار لتعزيز دفاعات المدينة التي قام أهلها بقطع الجسر.
وعسكر القرامطة في الجانب الغربي من النهر ، وفي عملية سريعة قام القرامطة بالافادة من السفن الموجودة في مدينة « حديثة » التي سقطت في ايديهم فعبر ثلاثمئة محارب الى الانبار وسرعان ما فر جنود الخليفة ، فعقد الجسر مرة أخرى وعبرت قوات القرامطة لتدخل الانبار دخول الفاتحين.
وفي غمرة الرعب الذي عم بغداد القي القبض على رجل قرمطي اتهم بمراسلته لأبي طاهر وتسريبه أخبار ومعلومات هامة وسيق الرجل الى قصر رئاسة الوزراء حيث تم استجوابه.