٤٥
الأحداث والوقائع تهز البلاد من اقصاها الى أقصاها واصبحت الأرض الاسلامية نهباً للطامعين وذوي الطموح.
وفي غمرة هذه الفتن انفجر العنف الطائفي يؤجج ناره الحنابلة الذين رأوا أنفسهم أنهم يمثلون الشريعة الالهية! فراحوا يقتحمون المنازل ويحطمون جرار النبيذ وينهالون بالضرب على الجواري المغنيات ، ثم تدخلوا في عمليات البيع والشراء في الاسواق وتعرضوا للمارة والعابرين خاصة لمن يمشي مع النسوة والصبيان فيتعرض للاستجواب حول العلاقة بينهم وبين النسوة التي معه فاذا أجاب وإلا يتعرض للضرب والاعتقال! ويجد من يشهد عليهم أنهم اعتقلوا اثناء ارتكابهم الفاحشة!
وعمت الفوضى بغداد مما دفع بالخليفة الى اعلان حالة الطوارىء ومنع اجتماع الحنابلة أو الجدل المذهبي ، ولكن الحنابلة رفضوا الاستجابة واستظهروا بالعميان الذين يأوون الى المساجد فإذا مر بهم شافعي حرّضوا العميان عليه فيضربونه بالعصي حتى الموت..