الشهود ببغداد ، وذكر لي أبو القاسم التنوخي أنه شهد أيضا بالبصرة ، وواسط ، والأهواز والكوفة ، ومكة ، والمدينة المنورة. قال : وأم بالناس في المسجد الحرام أيام الموسم ، وما تقدم فيه من ليس بقرشي غيره » ثم يقول الخطيب البغدادي : « وسكن إبراهيم الطبري بغداد وحدث بها عن اسماعيل بن محمد الصفار ، وأبي عمرو بن السماك وأحمد بن سليمان العبداني ، وعلي بن ادريس السنوري ، ومن في طبقتهم وبعدهم ». ثم يقول : « وكان أبو الحسن الدار قطني خرج له خمسمائة جزء. وكان كريما سخيا مفضلا على أهل العلم ، حسن المعاشرة ، جميل الأخلاق ، وداره مجمع أهل القرآن والحديث وكان ثقة » (١).
تصدر « إبراهيم الطبري » لتعليم القرآن وتتلمذ عليه الكثيرون وفي مقدمتهم : « الحسين بن علي العطار ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو علي البغدادي صاحب كتاب « الروضة » وأبو نصر أحمد بن مسرور ، وأحمد بن رضوان ، وأبو عبد الله محمد بن يوسف الإخشيني روى عنه الحروف » (٢).
احتل « إبراهيم الطبري » مكانة سامية مما استوجب ثناء العلماء عليه ، يقول « الإمام ابن الجزري » : « كان الطبري ثقة مشهورا أستاذا » (٣).
توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر : تاريخ بغداد ج ٦ ص ١٩.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥.