وعن « زيد بن ثابت » رضياللهعنه أنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته ا هـ (١). وعن « زيد » أنه قال : « أجازني رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الخندق وكساني قبطيّة » (٢). وهي ثوب من ثياب « مصر » رقيقة بيضاء.
وكان « زيد بن ثابت » من حملة الحجة ، وكان « عمر بن الخطاب » رضياللهعنه يستخلفه إذا حج على « المدينة المنورة » وهو الذي تولّى قسمة الغنائم يوم « اليرموك ». وكان « زيد بن ثابت » رضياللهعنه شديد الذكاء ، فيه عدل وفطنة وهناك أكثر من شاهد على ذلك ، ولكني أكتفي بذكر ما يلي :
أولا : فعن « داود بن أبي هند » عن « أبي نضرة » عن « أبي سعد » قال : « لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قام خطباء الأنصار فتكلموا وقالوا : رجل منّا ، ورجل منكم ، فقام « زيد بن ثابت » فقال : إن رسول الله صلى عليه وسلّم كان من المهاجرين ، ونحن أنصاره ، وإنما يكون الإمام من المهاجرين ، ونحن أنصاره. فقال « أبو بكر » رضياللهعنه : « جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار ، وثبت قائلكم ، لو قلتم غير هذا ما صالحناكم » ا هـ (٣).
قرأ على « زيد بن ثابت » عدد كثير منهم : أبو هريرة ـ وابن عباس ـ وابن عمر ـ وأبو سعيد الخدري ـ وأنس بن مالك ـ وسهل بن سعد ـ وأبو أمامة بن سهل ـ ومروان بن الحكم ـ وسعيد بن المسيّب ـ وأبان بن عثمان.
قال « أنس بن مالك » : جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربعة كلهم من الأنصار : « أبيّ ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد » ا هـ (٤).
__________________
(١) أخرجه أحمد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٢٩.
(٢) انظر تهذيب ابن عساكر ٥ / ٤٤٩ والسير ج ٢ ص ٤٣٢.
(٣) انظر تهذيب ابن عساكر ٥ / ٤٤٩ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٣٣.
(٤) اخرجه البخاري ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٣١.