وكان « سعيد بن جبير » يعمل جهد طاقته لنشر العلم بين الناس : فعن « حبيب بن أبي ثابت » قال : قال لي « سعيد بن جبير » : لأن أنشر العلم أحبّ إليّ من أن أذهب إلى قبري ا هـ (١).
ونظرا لشدّة إخلاص « سعيد بن جبير » وعمله المستمرّ في تعليم القرآن وشرح معانيه للمسلمين ، استحق ثناء المسلمين عليه ، يبين ذلك النصوص التالية : فعن « جعفر بن أبي المغيرة » قال : كان « ابن عباس » رضياللهعنهما إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول : أ ليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير (٢).
وروى « ابن مهدي » عن « سفيان » قال : لقد مات « سعيد بن جبير » وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه ا هـ (٣).
وروى « عبد السلام بن حرب » عن « خصيف » قال : كان أعلمهم بالقرآن « مجاهد » وأعلمهم بالحج « عطاء » وأعلمهم بالحلال والحرام « طاوس » وأعلمهم بالطلاق « سعيد بن المسيب » وأعلمهم لهذه العلوم « سعيد بن جبير » ا هـ (٤).
استشهد « سعيد بن جبير » سنة خمس وتسعين من الهجرة ، عن سبع وخمسين سنة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وشرحه ، وتعليم سنة الرسول صلىاللهعليهوسلم. رحم الله « سعيد بن جبير » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) ذكره ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٦.
(٢) ذكره ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٥.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٥.
(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٤١.