وأصبهان مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ، تتلمذ أبو العباس المطوعي على عدد كبير من خيرة العلماء وفي مقدمتهم : ادريس بن عبد الكريم ، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني ، وأحمد بن الحسين الحريري ، ومحمد بن أبي مخلد الأنصاري ، ويوسف بن يعقوب الواسطي ، وأحمد بن سهل الأشناني ، والحسن بن حبيب الدمشقي ، ومحمد بن علي الخطيب ، ومحمد بن يعقوب المعدل ، وأبو بكر بن شنبوذ ، وأحمد بن موسى بن مجاهد ، وغير هؤلاء عدد كثير (١).
تصدر « أبو العباس » المطوعي لتعليم القرآن وحروفه ، وحديث النبي عليه الصلاة والسلام واشتهر بالضبط والاتقان وصحة الرواية وعمّر حتى جاوز المائة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن وطلاب العلم من كل مكان ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : « أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، وأبو الحسين علي بن محمد الخباز ، وأبو بكر محمد بن عمر النهاوندي وأبو علي محمد بن عبد الرحمن بن جعفر ، ومحمد بن الحسن الحارثي ، والمظفر بن أحمد بن إبراهيم ، وأبو زرعة أحمد بن محمد الخطيب ، وعلي بن جعفر السعيدي » وغيرهم كثير (٢).
لقد كان « لأبي العباس المطوعي » الأثر الواضح في تلاميذه ، كما أنه ترك لمكتبة علوم القرآن بعض المؤلفات النافعة ، من هذه المؤلفات : كتاب معرفة اللامات وتفسيرها (٣).
بلغ « المطوعي » مكانة علمية سامية ، مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول : « الذهبي » : « كان أبو العباس المطوعي أحد من عني بهذا الفن ـ أي في القراءات وعلوم القرآن ـ وتبحّر فيه ولقي الكبار وأكثر الرحلة في الأقطار » انتهى (٤).
__________________
(١) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٣.
(٢) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٤.
(٣) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٣.
(٤) انظر : القراء الكبار ١ / ٣١٧.