وعن « ابن عباس » رضياللهعنهما قال : انتهيت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده « جبريل » فقال له « جبريل » : إنه كائن هذا حبر الأمة فاستوص به خيرا (١).
وعن « سعيد بن جبير » عن « ابن عباس » قال : كان « عمر » يدخلني مع أشياخ بدر ، فقال بعضهم : لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال : إنه من قد علمتم ، قال : فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم ، وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال : ما تقولون في قوله تعالى : ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) حتى ختم السورة؟ فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله تعالى ، ونستغفره إذا جاء نصر الله وفتح علينا.
وقال بعضهم : لا ندري ، ولم يقل بعضهم شيئا ، فقال لي : يا ابن عباس كذلك تقول؟ قلت لا ، قال : فما تقول؟ قلت : هو أجل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أعلمه الله ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) أي فتح مكة ، فذاك علامة أجلك ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا فقال « عمر » ما أعلم منها إلا ما تعلم (٢).
وعن « محمد بن كعب » القرظي عن « ابن عباس » رضياللهعنهما ، أن « عمر بن الخطاب » رضياللهعنه جلس في رهط من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المهاجرين فذكروا ليلة القدر ، فتكلم منهم من سمع فيها بشيء مما سمع ، فقال « عمر » : ما لك يا ابن عباس صامتا؟ تكلم ولا تمنعك الحداثة ، فقال « ابن عباس » : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى وتر يحب الوتر ، فجعل أيام الدنيا تدور على سبع وخلق الإنسان من سبع ، وخلق أرزاقنا من سبع ، وخلق
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٣٩.
(٢) انظر حلية الأولياء ج ١ ص ٣١٧.