وقد أحبه النبي صلىاللهعليهوسلم ودعا له بالمغفرة والجنة : فعن « أبي موسى الأشعري » أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : « اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما » ا هـ (١).
وعن « ابن بريدة » عن أبيه قال : « خرجت ليلة من المسجد فإذا النبي صلىاللهعليهوسلم عند باب المسجد قائم ، وإذا رجل يصلي ، فقال لي : « يا بريدة أ تراه يرائي »؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : « بل هو مؤمن منيب ، لقد أعطى مزمارا من مزامير آل داود » فأتيته ، فإذا هو « أبو موسى » فأخبرته (٢).
وعن « أنس » رضياللهعنه : أن « أبا موسى » قرأ ليلة فقمن أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم يستمعن لقراءته ، فلما أصبح ، أخبر بذلك ، فقال : لو علمت لحبّرت تحبيرا ، ولشوقت تشويقا ا هـ (٣).
وقال « العجلي » : بعثه « عمر » أميرا على البصرة ، فأقرأهم وفقههم ... ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتا منه ا هـ (٤).
ولقد كان « لأبي موسى الأشعري » المكانة المرموقة ، والمنزلة الرفيعة لدى الصحابة والتابعين ، يتجلى ذلك من خلال النصوص التالية : روى « أسامة بن زيد » عن صفوان بن سليم قال : لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم غير هؤلاء : عمر ، وعليّ ومعاذ ، وأبي موسى ا هـ (٥).
وقال « مسروق » : كان القضاء في الصحابة إلى ستة : عمر ، وعلي ، وابن
__________________
(١) أخرجه الشيخان ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٨١.
(٢) أخرجه مسلم ، وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٨٦.
(٣) أخرجه ابن سعد وغيره وسنده صحيح ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٨٨.
(٤) رواه ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٨٣.
(٥) رواه ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٨٩.