سمعت « هشام بن عمّار » يقول في خطبته : « قولوا الحقّ ، ينزلكم الحقّ منازل أهل الحقّ ، يوم لا يقضي إلا بالحقّ » ا هـ (١)
ولقد احتلّ « هشام بن عمّار » بين العلماء مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة ، حول هذه المعاني السامية يقول « يحيى بن معين » : هشام بن عمار كيّس (٢).
وقال « هشام بن مرثد » : سمعت « ابن معين » يقول : « هشام بن عمّار أحبّ إليّ من « ابن أبي مالك » ا هـ (٣).
كما كان « هشام بن عمّار » من المقرّبين إلى الله تعالى ، ومن مستجابي الدعوة ، وفي هذا المعني يقول « أبو عبيد الله الحميدي » : « أخبرني بعض أهل الحديث « أن هشام ابن عمّار » قال : سألت الله سبع حوائج فقضى لي منها ستّا ، والواحدة ما أدري ما صنع فيها : سألته أن يغفر لي ولوالديّ ، فما أدري ما صنع في هذه ، وسألته أن يرزقني الحج ففعل ، وسألته أن يعمّرني مائة سنة ، ففعل ، وسألته أن يجعلني مصدّقا على حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ففعل ، وسألته أن يجعل الناس يغدون إليّ في طلب العلم ففعل ، وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل ، وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل » ا هـ (٤).
توفي « هشام بن عمّار » في آخر المحرّم سنة خمس وأربعين ومائتين بعد حياة حافلة بخدمة الكتاب والسنة. رحمهالله رحمة واسعة أمين.
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٩.
(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٤.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٥.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٧.