ويقول « ابن الجزري » : ولليزيدي اختيار في القراءة خالف فيه « أبا عمرو ابن العلاء » في حروف يسيرة ، قرأت به من كتاب « المنهج ، والمستنير » وغيرهما وهي عشرة أشياء (١).
يقول يحيى اليزيدي عن نفسه : كان أبي يعني « المبارك » صديقا « لأبي عمرو بن العلاء » فخرج أبي إلى مكة ، فذهب « أبو عمرو » يشيّعه ، وكنت مع « أبي » فأوصى « أبي » « أبا عمرو » بي ، ثم مضى ، فلم يرني « أبو عمرو » حتى قدم « أبي » فذهب « أبو عمرو » يستقبله ، ووافقني عند « أبي » فقال : يا أبا عمرو كيف رضاك عن « يحيى »؟ فقال : ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت ، فحلف أبي أن لا أدخل البيت حتى أقرأ على « أبي عمرو » القرآن كله قائما ، فلم أجلس حتى ختمت « القرآن » على « أبي عمرو » (٢).
وقد تلقى « القرآن » على « اليزيدي » عدد كثير منهم : « أبو عمر الدوري ، وأبو شعيب السوسي » وقراءة « الدوري ، والسوسي » لا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما أخذ القراءة عن « اليزيدي » : أبو حمدون الطيب بن إسماعيل ، وعامر ابن عمر الموصلي ، ومحمد بن سعدان ، وأحمد بن جبير ، ومحمد بن شجاع ، وأبو أيوب سليمان بن الحكم الخياط ، وآخرون.
وقد ألف « اليزيدي » عدّة مصنفات منها : كتاب نوادر اللغة ، وكتاب المقصور وكتاب الشّكل ، وكتاب في النحو.
توفي « اليزيدي » سنة اثنتين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ، ولغة العرب. رحم الله اليزيدي رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٣٧٦.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٣٧٦.