ورشا لما تعمق في النحو ، اتخذ لنفسه مقرأ يسمّى مقرأ ورش ، فلما جئت لأقرأ عليه قلت له : يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ « نافع » خالصا ، وتدعني مما استحسنت لنفسك ، قال : فقلدته مقرأ « نافع » وكنت نازلا مع « ورش » في الدار ، فقرأت عليه عشرين ختمة ، بين حدر وتحقيق ، فأما التحقيق فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد « عبد الله ». وأما الحدر ، فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالاسكندرية ا هـ (١).
وقد كان « الازرق » رحمهالله تعالى مدرسة وحده ، وقد تلقى عليه القرآن عدد كثير منهم : « إسماعيل بن عبد الله النحاس ، ومحمد بن سعيد الأنماطي ، وأبو بكر عبد الله بن مالك ، وموّاس بن سهل » وآخرون (٢).
توفي « الازرق » في حدود الاربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم « القرآن الكريم ». رحم الله « الازرق » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨١.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٤٠٢.