« عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب » رضياللهعنهما ، كما قرأ على « أبي الأسود » عدد كثير ، منهم : « ولده حرب ، ونصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وحمران بن أعين » ا هـ (١). وأخذ « أبو الأسود » الحديث عن « عمر ، وعلي ، وأبي بن كعب ، وأبي ذر والزبير بن العوام » وآخرين.
كما حدث عنه : ابنه حرب ، ويحيى بن يعمر ، وابن بريدة ، وآخرون. وأخذ عن « أبي الأسود » النحو : « عنبسة ميمون الأقرن » ثم أخذه عن « ميمون » « عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي » وأخذ عنه « عيسى بن عمر » وأخذه عنه « الخليل بن أحمد » وأخذه عنه « سيبويه » وأخذه عنه « سعيد الأخفش » (٢)
وذكر المؤرخون أن « أبا الأسود » أول من نقط المصاحف ، وسبب ذلك أنه سمع قارئا يقرأ قول الله تعالى : ( أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) (٣) بخفض لام « ورسوله » فقال : ما ظننت أن أمر الناس قد صار الى هذا ، فذهب الى « زياد » وقال له : أريد كاتبا فطنا ، فأتى به فقال له « أبو الأسود » خذ « المصحف » ومدادا يخالف لونه لون المصحف ، وانظر إليّ وأنا أقرأ القرآن ، فإذا فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة أعلاه ، وإذا رأيتني قد ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت فانقط نقطة تحت الحرف ، فإذا أتبعت شيئا من ذلك غنة أي تنوينا ، فاجعل مكان النقطة نقطتين ، وهكذا حتى أتى على القرآن كله ، ولهذا اعتبر « أبو الأسود » أول من ابتكر نقط المصاحف (٤). وقال « محمد بن سلام الجمحي » : أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٨٢.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٣٤٦.
(٣) سورة التوبة الآية ٣.
(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٨٣.