الداني » : انفرد « أبو بكر الأذفوي » بالإمامة في وقته في قراءة « نافع » إمام أهل المدينة. مع سعة علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وتمكنه من علم العربية وبصره بالمعاني ، روى عنه القراءة جماعة من الأكابر (١).
وقال « الحافظ الذهبي » : « برع أبو بكر الأذفوي » في علوم القرآن ، وكان سيد أهل عصره بمصره ، له كتاب التفسير في مائة وعشرين مجلدا موجود بالقاهرة (٢). وقال « القفطي » : كان « أبو بكر » صالحا يرتزق من معيشته وكان خشابا. وصحب أبا جعفر النحاس المصري وأخذ عنه وأكثر ، وكان سيد أهل عصره في مصره وغير مصره (٣). وقال « الإمام ابن الجزري » : « أبو بكر الأذفوي » أستاذ نحوي مقرئ مفسر ثقة (٤). وقال « العلامة السيوطي » : كان أبو بكر من أهل الدين والصلاح والأدب والعلم ، صنف كتاب « الاستغناء » في التفسير (٥). هكذا تجد خيرة العلماء يتفقون على علمه وتقواه وتوثيقه.
وهناك ملاحظة علمية مهمة ذكرها « الذهبي » حيث قال : « وقد غلط « ابن سوار » فأسند قراءة « ورش » عن شيخه العثماني عن الأذفوي عن أحمد ابن عبد الله بن هلال. كذا قال. فأسقط بينهما رجلا وهو : المظفر بن أحمد عن ابن هلال » (٦).
توفي « أبو بكر الأذفوي » بمصر يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٥٤.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٩٩.
(٣) انظر إنباه الرواة ج ٣ ص ١٨٦.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٩٨.
(٥) انظر بغية الوعاة ج ١ ص ١٨٩.
(٦) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٩٩.