مراعيا حال المبتدي والمتوسط والمنتهي فنسخ الكتب الماضية وأتعب المحصّلين وذوي الفضل ببنات أفكاره إلى قرون متمادية ، وكلّ من جاء بعده فهو إمّا شارح أو ملخّص أو مدرّس أو مقتبس منه.
ومؤلفاته في هذا الفن عبارة عن الكتب التالية :
١ ـ « غاية الوصول وإيضاح السبل في شرح مختصر منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل » لابن الحاجب المتوفي سنة ٦٤٦ ه.
٢ ـ « مباديء الوصول إلى علم الأصول ».
٣ ـ « منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول ».
٤ ـ « نهج الوصول إلى علم الأصول ».
٥ ـ « تهذيب الوصول إلى علم الأصول ».
٦ ـ « نهاية الوصول إلى علم الأصول » وهو آخرها وأكبرها.
وقد اعتنت الحوزات العلميّة بمدرسته الأصوليّة أيّما اعتناء منذ أيّام حياته وإلى عدّة قرون من بعده ، وقد شغلت كتبه الشريفة مساحات كبيرة وحظيت بالإقبال الوافر ، لما فيها من غزارة في المادّة ومنهجيّة علميّة جادّة وقوّة في البيان وطلاقه في التعبير وتنوّع في العرض بالإضافة إلى الدراسات المقارنة التي ألمّت بآراء أبطال الأصول العامي ورجالات مدرسة الجمهور ، وفنّدتها باسلوب متين وناقشتها بروح موضوعيّة بحتة بعيدة عن العصبيّة العمياء ، متّسمة بقوّة الحجّة وجودة الإستدلال وصراحة الدليل ووضوح البرهان.
والذي يعزّز ما ذكرناه انّ « تهذيبه » لم يزل محورا للدراسات الأصوليّة في معاهد العلم إلى طبقة تلامذة الوحيد البهبهاني المتوفي سنة ١٢٠٥ ه بل وتلامذتهم قبل قرنين تقريبا ويشهد على ذلك كثرة الشروح المكتوبة عليه في الآونة الأخيرة كما فيما سلفها من الأزمنة.
ولم يستطع أحد ممن جاء من بعده أن ينسخ محوريّة كتبه كما ذكرنا مع وفرة من