كتب في الباب من جهابذة وفحول ، فقد كتب ولده فخر المحققين كتابه « غاية الأصول في شرح تهذيب الأصول » وكذا ابنا اخته السيّدان عميد الدين وضياء الدين « المنية » و « النقول في شرح تهذيب الأصول » ، بل وكتب الشهيد الأوّل « جامع البين من فوائد الشرحين » للأخوين المزبورين ، وهذا كلّه إنّما يعزّز المحوريّة والمدار على لباب هذه الأفكار لصاحب هذه المدرسة ، فالآخرون إنّما يستطعمون على مائدته ويتدرّجون في مدرسته.
حتى جاء دور ولد الشهيد الثاني الشيخ حسن بن زين الدين المتوفي سنة ١٠١١ ه فألّف كتابه الشريف « معالم الدين وملاذ المجتهدين » وقدّم له مدخلا في الأصول فحظى بعناية بالغة من قبل أعلام الطائفة لم يبلغ « تمهيد » والده ـ الذي كتبه في الأصول ـ عشر معشار ما حصل عليه الأخير حتى أصبح الكتاب الأوّل في الحوزات العلميّة وانخرط في عداد كتب العلامة الحلّي بالعناية والإقبال وربّما زاد عليها بل كاد أن ينسخها ، بل نسخها بعد أكثر من قرنين من تأليفه.
ولم يزل هو المقدّم المرشّح إلى أيّامنا هذه فكنت في آخر الطبقات ونهاية الحلقات التي منّ الله جل جلاله عليها بدراسة هذا الكتاب الشريف ثم انقرض دارسوه واستبدلوه بكتاب المجدّد المعاصر الشيخ محمد رضا المظفّر أعلى الله تعالى مقامه الشريف.
ومن هنا كانت الكتب التي جاءت من بعده مهمّشة عليه أو شارحة له أو ناقدة ، وقلّما صدر كتاب مستقل إلى حقبة من الزّمن أمثال كتاب « الوافية » للفاضل التوني المليء بالفوائد والتحقيقات التي استفاد منها الكثير من أهل العلم والفضيلة وكتب عليها الشروح العديدة مما يشهد على أنّها كانت محورا للبحوث الأصوليّة في النوادي العلميّة ومن هذه الشروح ، بل أهمّها هو « شرح السيد صدر الدين الرضوي » المتوفي قبل سنة ١١٦٠ ه ويتلوه « الوافي في شرح الوافية » للسيّد المحقق الأعرجي الكاظمي المتوفى سنة ١٢٢٨ وكذا « شرح السيد بحر العلوم » المتوفي سنة ١٢١٢ ه وقد استفاد منها الأعلام بعدهم ، ومنهم المحقق الأصولي الميرزا الآشتياني قدسسره. ولا تزال كالنجم اللائح في سماء