الأصول وازدادت اهميّة حينما قام بنقدها الأصولي المؤسس الشيخ الأعظم أعلى الله تعالى قدره وقدس سره. وكتاب « زبدة الأصول » لفخر الطائفة وبهاء الملّة الشيخ محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي عامله الله عزّ وجل بلطفه الخفي والجلي ، وقد وفّق هذا الكتاب إلى حدّ بعيد جدّا في المعاهد العلميّة وصار محورا للدراسات الأصوليّة إلى ما ينيف على القرنين وكتب عليه الشروح الكثيرة ، ولعلّ من أحسن هذه الشروح ما كتبه تلميذه الفذ الفاضل الجواد المعروف بالمحقق الكاظمي ـ وإن اختصّ باللقب الأوّل وشاركه السيد محسن الأعرجي في الثاني ـ وهو المسمّى « بغاية المأمول في شرح زبدة الأصول » وهو كتاب كبير مبسوط.
كما حشّاه عدد من الأكابر منهم المولى محمد صالح المازندراني قدسسره المتوفي سنة ١٠٨٠ ه.
وأمّا الآخرون فهم بين معلّق ومهمّش وشارح ومدرس وناقد « للمعالم » ليس أكثر ، ولنشر إلى أهمّ هذه الحواشي والشروح التي نالت إعجاب الأساطين :
فنها : حاشية سلطان العلماء المتوفي ١٠٦٤ ه.
ومنها : حاشية المولى محمد صالح المازندراني على « معالم الدين ».
ومنها : حاشية المدقق الشيخ محمد بن الحسن الشيرواني ( م ١٠٩٩ ه ).
ومنها : حاشية الشيخ محمد تقي الرازي الأيوان كيفي الأصفهاني المتوفي سنة ١٣٤٨ ه المعروفة « بهداية المسترشدين في شرح معالم الدين ».
والأخيرة أقبل عليها علماء الدين حيث أثارت إعجاب أرباب التحقيق وصارت من الكتب التي يعكف عليها المنتهون والمحقّقون ولا تزال هي المادّة الأولى في مباحث الالفاظ من الأصول مشبعة بالتحقيق ، وكلّ من جاء من بعده فهو عيال عليه في هذا المضمار بشهادة الكثير من أرباب التدقيق وقد عكف الشيخ الأعظم على تدريسها أكثر من مرّة ، وأفاد منها وتأثّر بها وكان يكنّ لمبدعها من الإحترام والتعظيم الشيء الكثير ، ومن الطريف أن تعلم بأنّه درّسها لولد المصنّف المحقق الجليل الشيخ محمد باقر