الحوادث الطائفية التي بدأت منذ دخول طغرل بك السلجوقي (١) إلى بغداد عام ٤٤٧ ه بين المسلمين الشيعة والسنة ، وقتل المئات من الطرفين ، مما اضطر الشيخ الطوسي على أثرها الانتقال من بغداد إلى النجف الأشرف عام ٤٤٩ ه ، ونقل معه حوزته العلمية إلى النجف الأشرف ، وأسس جامعة علمية دينية فيها (٢).
ومن ذلك اليوم أصبحت مدينة الإمام علي عليهالسلام ـ الذي قال عنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » مركزا لحوزة العلم الامامية ، ومقرا
__________________
سنة ٤٠٨ ه وتلمّذ على الشيخ المفيد ومن بعد وفاته تلمّذ على السيد المرتضى ، وبعد وفاته عام ٤٣٦ ه انتقلت إليه رئاسة الشيعة في بغداد ، وبعد الحوادث الطائفية التي حصلت في بغداد انتقل إلى النجف وأسس الحوزة العلمية فيها حتى وفاته عام ٤٦٠ ه. ترجمه الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٨٤ ، والقمي ـ المصدر السابق ٢ / ٣٦٢ ـ ٣٦٥.
(١) السلطان محمد بن ميكائيل بن سلجوق الملقب ركن الدين ، طغرل بك ، أول ملوك الدولة السلجوقية ، كانوا قبل تملكهم يسكنون وراء النهر قريبا من بخارى ، وهم أتراك ، ولد طغرل عام ٣٨٥ ه وله مع ولاة خراسان وقائع ، ردّ ملك بني العباس بعد أن خطب للمستنصر الفاطمي على منابر بغداد والعراق ، وأبعد القائم بأمر الله العباسي من الحكم فناشده القائم العباسي بانقاذ العراق ، واستنهضه إلى المسير لبغداد وعودتها لحكم العباسيين ، وكان حينذاك بنواحي خراسان ، فعجّل التوجه إلى بغداد فدخلها عام ٤٤٧ ه وقوّض حكم البويهيين وولي العراق من قبل القائم بأمر العباسي وأرجع الخطبة إلى العباسيين ، فزوّجه القائم ابنته وزفّت إليه ببغداد ، توفّي عام ٤٥٥ ه بالري. لزيادة الاطلاع راجع : ابن الجوزي ـ المنتظم ٨ / ٢٣١ طبع حيدرآباد دكن ، وابن تغرى بردي ـ النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة ٥ / ٥٦ ـ ٥٩ والقاهرة ، ٥ / ٧٣ طبع مصر ، وخير الدين الزركلي ـ الاعلام ٧ / ١٢٠.
(٢) انظر محمد بحر العلوم ـ الدراسة وتاريخها في النجف الأشرف ( بحث ) منشور ضمن موسوعة العتبات المقدسة ـ جعفر الخليلي / قسم النجف الجزء الثاني : ٧ ـ ١١٢ طبع بيروت ١٩٦٦ إصدار دار التعارف بغداد ( الطبعة الأولى ).