لمرجعيتهم الدينية. وتوجّهت أنظار المسلمين الشيعة إليها.
وبمرور الزمن أصبحت الجامعة النجفية من أبرز مراكز العلم وحوزاتها في العالم الإسلامي ، وتخرّج منها علماء كبار ومراجع عظام رجعت لهم الامة في تقليدها بصفتهم الدينية والعلمية ، وإذا كانت ظروف خاصة حكمت على الحوزة العلمية أن تنتقل إلى خارج النجف لسبب من الأسباب الاجتماعية أو الدينية أو الأمنية ، فان ذلك الانتقال لم يدم طويلا ، بل عادت الحوزة إلى مقرها الأساس لتجدد عهدا بصاحب العتبة المقدسة « الإمام علي عليهالسلام » وتستقر إلى جواره ما أتاحت لها الظروف الممكنة في عهدها المشرق.
إن المركز الذي يمر عليه عدة قرون وهو حافل وناشط بحلقات العلوم الدينية المختلفة كالتفسير والحديث والفقه واصول الفقه ، والمنطق ، وعلوم العربية ، والبيان والبديع ، وغيرها من العلوم التي تقتضيها دراسة طالب العلم الحوزوي ، جدير أن يكون عالميا ، له شخوصه في عالم الاختصاص ، وهو بهذه الصفة يتوافد إليه طالب العلم ، والذين يرغبون بالانخراط بالصفة الحوزوية ، ويعودون إلى ديارهم يحملون من سمات حوزة الإمام علي عليهالسلام ما يبشّر بالتوسع الفكري في العالم الإسلامي ، ويؤسسون معاهدا تحمل طابع جامعة النجف العلمية ، والتي عرفت في العالم بواقعها المعرفي ، والتاريخي ، والاجتماعي ، والأدبي قرابة ألف عام.
وقد تمر ظروف غير طبيعية على هذه الجامعة العلمية تعرقل مسيرتها التاريخية ، ولكن لا تؤثر على استمراريتها كمركز علمي ، وإن أثّرت على مسيرتها من حيث التواصل والالتحام في فترة محددة ، كما حدثت في عهد ما بعد الشيخ المؤسس الطوسي وأعلام أسرته الذين واكبوا المسيرة من