بعده ، وأبقوا للجامعة العلمية النجفية شخوصها حتى وإن انتقلت إلى الحلّة ـ على سبيل المثال ـ في عهد نضوجها العلمي أوائل القرن السابع الهجري ، وانتقال عدد كبير من أعلام الحلّيين ليكوّنوا حوزة علمية حلّية.
وتوضح بعض المصادر ما أشرنا إليه إذ تقول :
« ولكن بوادر النشاط العلمي ، أو التفتح الذهني للتفاعل مع آراء الشيخ ( الطوسي ) بدت بأجلي مظاهرها في أوائل القرن السابع الهجري ، وخاصة على مسرح التفكير الحلّي ، والذي عبّر عن اتساع كبير في الذهنية العلمية التي يتمتع بها الحلّيون في تلك الفترة ، ويمكن أن تكون طليعتها متجلية في عهد الشيخ ابن إدريس الحلّي (١) ، وتوالت الأسر الحلّية العلمية ترفد مركزها العلمي ، كآل البطريق ، وآل نما ، وآل سعيد ، وآل طاوس ، وآل المطهر ، وآل بنو الأعرج ، وآل القزويني ، وغيرهم من الأسر العلمية العريقة التي كوّنت الحركة العلمية فيها ، وبقيت إلى هذا اليوم تحتفظ بمكانة مميزة عن كثير من محافظات العراق (٢) ، وممن وطد مركزها العلمي بعد الشيخ ابن إدريس ، واشتهروا بالمرجعية الدينية للشيعة الإمامية ، نجم الدين أبو إبراهيم
__________________
(١) محمد بن أحمد بن إدريس الحلي المولود عام ٥٤٣ ه عرّفته المصادر الرجالية : كان الشيخ فقيها اصوليا بحتا ، ومجتهدا صرفا ، وهو أول من فتح باب الطعن على آراء الشيخ الطوسي ، وقد أكثر الطعن عليه بعض العلماء لكونه خرج على آراء الشيخ ، حتى وصفه العلاّمة الحلي بـ « الشاب المترف » وأهم مؤلفاته « السرائر » توفّي عام ٥٩٨ ه ، وناقش بعض الأعلام أنه صهر الشيخ الطوسي أو أحد أحفاده ، للزمن الفاصل بينهما. للاطلاع يراجع الشيخ يوسف البحراني ـ لؤلؤة البحرين : ٢٧٦ ـ ٢٨٠ وتعليقة السيد محمد صادق بحر العلوم في هامش لؤلؤة البحرين : ٢٧٧ هامش ٢٠.
(٢) للاطلاع على معلومات عن الأسر العلمية المشهورة وبعض شخصياتهم العلمية ، راجع كتاب ( تاريخ الحلة لمؤلفه الشيخ يوسف كركوش الحلي : القسم الثاني : ١٣ ـ ١٣٣ / طبع النجف الأشرف المطبعة الحيدريّة ١٣٨٥ ه ).