العامة في البلاد الإسلامية والعربية مع وجود بعض هؤلاء الأعلام ـ المشار إليهم أعلاه ـ وبعد أن غيّب الآخرين الموت.
ب ـ نسب الشيخ الحلي ونشأته :
ومن بين هذه الصفوة المرحوم آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي الذي لا يقل وزنا علميا ومكانة في الحوزة العلمية في النجف التي ازدهرت بهم المرجعية العليا في أوائل القرن الماضي الهجري في الجامعة العلمية النجفية ، وكان من المنتظر أن يكون له دور شاخص مع زملائه أقطاب ذلك الدور في الجامعة العلمية ، والذي يمكن أن نطلق عليه دور « الازدهار المرجعي الديني » ورغم اعتراف الجميع بمنزلته المحترمة ، ولكنه ابتعد عن تحمل مسئولية الزعامة الدينية ، ولم يكن ناشئا من تقدم الآخرين عليه بسبب علمي ، أو شخوص اجتماعي ، إنما هو عزوف عن تحمل مسئولية المرجعية الدينية ، وعدم التصدي لها لأسباب خاصة لم يفصح بها لأحد حتى لأخلص لأصحابه كالسيد الوالد وبقية الصفوة التي عاشت معه كأعز أصدقائه (١) ، وذهب هذا السر معه إلى القبر ، وما ينقل في ثنايا كتابات بعض من كتب عنه فلا تتعدى التكهنات والاجتهادات ، أو التخرصات الاحتمالية.
لم يكن الشيخ حسين الحلي بعيدا عن الجو العلمي في بداية حياته ، فهو ابن الشيخ علي بن الحسين بن حمود المنتهى نسبه إلى عشيرة « العيفار » (٢) من قبيلة طفيل ، والتي تقطن في أرياف الجنوب الغربي من
__________________
(١) سيأتي الحديث عن الصفوة والإشارة إلى موجز تراجمهم.
(٢) إن جد الشيخ حسين الأعلى نزح إلى الحلة مع جماعة من أفراد اسرته وغيرهم