الحلة (١).
كان والده المرحوم الشيخ علي الحلي هو رب اسرته ، وقد لمس في نفسه إحساسا عميقا ورغبة ملحّة إلى طلب العلم ، وأن حياة « العيفار » لا تلبّي طموحه ، فيمّم وجهه إلى النجف الاشرف لينتمي إلى جامعتها العلمية ، تلبية منه إلى العامل الذي يمور في نفسه ، ليكون كأصحاب الفضل الذين يفدون على مدينة الحلة من مدينة العلم ، فيحترمهم الناس ، ويلتفّون حولهم للاستفادة والإفادة ، خاصة وأن النجف على مقربة من الحلة ، فلما ذا لا يجمع أمره وينتقل إلى تحقيق هدفه رغم كونه رب اسرة ، وله ضياع في القرية التي أنشأها جده الأعلى « حسين بن حمود » لاسرته ، فقد كان من وجوه عيفار ، ورئيس فخذ من أفخاذ قبيلة طفيل.
وعلى كل حال ودّع الشيخ علي بن حسين بن حمود بيته وقريته ، وهاجر إلى النجف ، وسكن أوّلا في « مدرسة المهدية » (٢) وهي واحدة من
__________________
وأنشئوا قرية تعرف بـ « العيفار » وهي بين مقام النبي أيوب والحلة ، وتبعد عنها بنحو عشرين دقيقة. انظر : آغا بزرك الطهراني ـ طبقات أعلام الشيعة ( نقباء البشر في القرن الرابع عشر ١ / القسم الرابع / ١٤٢٣ / طبع مشهد إيران مطبعة سعيد ١٤٠٤ تحقيق المرحوم السيد عبد العزيز الطباطبائي ) ويوسف كركوش ـ تاريخ الحلة : القسم الثاني في الحياة الفكرية : ٢ / ٢٠٢ طبع النجف المطبعة الحيدرية ١٩٦٥.
(١) الطهراني ـ المصدر المتقدم : ١ / القسم الرابع / ١٤٢٣ وكركوش ـ المصدر المتقدم : القسم الثاني في الحياة الفكرية : ٢ / ٢٠٢.
(٢) هذه المدرسة تنسب إلى مؤسسها الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، المولود في النجف عام ١٢٢٦ ه عالم فقيه واصولي ، ومؤلف ومحقق ، من آثاره الخيرية ( المدرسة المهدية ) الواقعة خلف جامع الطوسي في محلة المشراق من محلات النجف الأشرف ، توفي عام ١٢٨٩ ه ودفن في مقبرتهم المعروفة في محلة العمارة بالنجف. راجع : الطهراني ـ المصدر المتقدم : ١٤٢٤ وجعفر محبوبة ـ ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٢٠٥ طبع النجف مطبعة النعمان ١٩٥٨.