في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون » (١).
وبعد ذلك تأتي الآية الكريمة على ختام هذا الحوار الترهيبي فتقول :
( هذا ما كنزتم لأنفسكم ) :
وقد جاء في التفسير أن هذا القول يخاطبون به في حالة الكي والاحراق.
هذا ما كنزتم ومعناه ، هذا جزاء ما كنزتم لأنفسكم ، وكنتم تتخيلون أنه خير لكم وإذا به شر لكم ، وحيث تصل الآية إلى هذا الختام يسدل الستار على تلك الأجسام العفنة بمنظرها البشع ، وصوت من وراء الغيب يوعدهم قائلاً :
( فذوقوا ما كنتم تكنزون ).
الإسلام عندما يقوم بهذه الحملة الاعلامية الواسعة لموضوع الإنفاق من خلال الآيات والأخبار وتشويق الأفراد وحثهم على التسابق إليه لا يقصد من وراء ذلك اعطاء الفقير المال وانعاشه مادياً وتخليصه من ويلات الفقر فقط ، بل يريد ذلك ـ وفي الوقت نفسه ـ ان يجعل من هذه العملية قضية اصلاحية لكلا الطرفين المعطي والفقير.
المعطي : ليهذب نفسه ويصقلها ويروضها على فعل الخير
__________________
(١) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.