إن الحقد الدفين يظهر من خلال هذا العيب فلا المكثر في الصدقة مقبول في نظرهم ، ولا المقل بل هم في دوامة من السرخية لمن تطوع بالصدقة ... لذلك رد الله سخريتهم بقوله سبحانه :
( سخر الله منهم ).
وطبيعي أن سخر الله هي : أن كتب لهم نار جهنم خالدين فيها ولهم عذاب اليم.
هذه صفة ممدوحة من صفات المنفق وهي : قبول السائل وعدم رده.
يقول الخبر عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام :
« إن رسول الله صلىاللهعليهوآله ما منع سائلاً قط إن كان عنده أعطى وإلا قال : يأتي الله به » (١).
وجاء فيما ناجى الله به موسى بن عمران عليهالسلام أنه قال :
« يا موسى أكرم السائل ببذل يسير أو بردٍ جميل » (٢).
كل ذلك لئلا يخرج السائل كسير القلب مردوداً من قبل المعطي.
ثم من يدري فلعل عملية السؤال تكون امتحاناً من الله للمنفق ليراه الله ويكشف عما تجيش به نفسه من حبه للخير للجميع بغض
__________________
(١ و ٢) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.