رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا » في علي « فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ » (١).
٢٧ ـ وبهذا الإسناد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن منخل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال نزل جبرئيل عليهالسلام على محمد صلىاللهعليهوآله بهذه الآية هكذا « يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا » في علي « نُوراً مُبِيناً » (٢).
______________________________________________________
حضركم أو من رجوتم معونته من جنكم وإنسكم وآلهتكم غير الله إن كنتم صادقين أنه من كلام البشر ، والرواية تدل على أن شكهم كان فيما يتلوه صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن علي عليهالسلام فرد الله عليهم بأن القرآن معجز لا يمكن أن يكون من عند غيره سبحانه ، فما نزل فيه عليهالسلام من عنده سبحانه ، وظاهر الخبر أنه تنزيل وأول بالتأويل كما مر.
الحديث السابع والعشرون كالسابق.
وليس في المصحف هكذا ، بل صدر الآية في أوائل سورة النساء هكذا : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً » وآخرها في أواخر تلك السورة هكذا : « يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً » وكأنه سقط من الخبر شيء ، وكان عليهالسلام ذكر اسمه عليهالسلام في الموضعين فسقط آخر الآية الأولى واتصلت بآخر الآية الثانية لتشابه الآيتين ، وكثيرا ما يقع ذلك ، ويحتمل أن يكون في مصحفهم عليهمالسلام إحدى الآيتين هكذا وعلى الأول ظاهره التنزيل ويحتمل التأويل أيضا كما عرفت مرارا.
ولا يتوهم أن قوله في الآية الأولى « مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ » ينافي ذلك على الاحتمال الأول ، لأن معاداة أهل الكتاب لأمير المؤمنين عليهالسلام كانت أشد منها لغيره لأنه عليهالسلام قتل كثيرا منهم بيده ، فيحتمل أن يكون الخطاب إليهم وقوله : مصدقا لما معكم لأنه كان اسمه عليهالسلام كاسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مثبتا عندهم في كتبهم كما دلت عليه الأخبار الكثيرة ، وكذا قوله : أوتوا الكتاب ، وإن احتمل أن يكون المراد بالكتاب القرآن.
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٣.
(٢) راجع الشرح.