يصلي أو يراه مع بعض أزواجه صلىاللهعليهوآله.
______________________________________________________
أن رؤية قبره المقدس المنور يورث ذهاب البصر ، فإذا أسقط في الضريح شيء يشدون عصابة على بصر صبي ويدخلونه فيخرج ذلك ، وقوله عليهالسلام : لا أحب ، ظاهره الكراهة لكن التعليل يومئ إلى الحرمة ، ولم أر لأصحابنا في ذلك نصا « أو يراه قائما » بجسده الأصلي أو المثالي ، والظاهر في بعض الأرواح الأجساد المثالية.
واعلم أن الأخبار مستفيضة في أن النبي والأئمة صلوات الله عليهم بل سائر الأنبياء عليهمالسلام لهم بعد وفاتهم أحوال غريبة ليس لسائر الخلق معهم فيها شركة لحرمة لحومهم على الأرض ، وصعود أجسادهم إلى السماء ورؤية بعضهم بعضا وأحيائهم أمواتهم ، بل بعض الناس من غيرهم أيضا إياهم ، وقد أوردت أخبارا كثيرة في ذلك في الكتاب الكبير ، وإنما النظر في أن تلك الأحوال هل لأجسادهم الأصلية أو للأجساد المثالية ، فظاهر أكثر أصحابنا أنها في أجسادهم الأصلية ولا دليل عقلا ونقلا على نفي ذلك مع أن كثيرا من الأخبار الصحيحة والمعتبرة تدل عليه.
قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المقالات : إن رسل الله تعالى من البشر وأنبياءه والأئمة من خلفائه عليهمالسلام محدثون مصنوعون تلحقهم الآلام وتحدث لهم اللذات وتنمي أجسادهم بالأغذية ، وتنقص على مرور الزمان ، ويحل بهم الموت ويجوز عليهم الفناء ، وعلى هذا القول إجماع أهل التوحيد ، وقد خالفنا فيه المنتمون إلى التفويض وطبقات الغلاة ، فأما أحوالهم بعد الوفاة فإنهم ينقلون من تحت التراب فيسكنون بأجسامهم وأرواحهم جنة الله تعالى ، فيكونون فيها أحياء يتنعمون إلى يوم الممات ، يستبشرون بمن يلحق بهم من صالحي أممهم وشيعتهم ، ويلقونه بالكرامة وينتظرون من يرد عليهم من أمثال السابقين في الديانات ، وإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة من عترته عليهمالسلام خاصة لا تخفى عليهم بعد الوفاة أحوال شيعتهم في دار الدنيا بإعلام الله تعالى لهم ذلك ، حالا بعد حال ، ويسمعون كلام المناجي لهم في مشاهدهم المكرمة العظام بلطيفة من ألطاف الله تعالى يبينهم بها من جمهور العباد ،