.................................................................................................
______________________________________________________
وتبلغهم المناجاة من بعد كما جاءت به الرواية ، وهذا مذهب فقهاء الإمامية كافة وحملة الآثار منهم ، ولست أعرف فيه لمتكلمهم من قبل مقالا ، وبلغني عن بني نوبخت خلاف فيه ، ولقيت جماعة من المقصرين عن المعرفة ممن ينتمي إلى الإمامة أيضا يأبونه ، وقد قال الله تعالى : « وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » (١) وما يتلو هذا من الكلام ، وقال في قصة مؤمن آل فرعون : « قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ » (٢) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من سلم علي عند قبري سمعته ، ومن سلم من بعيد بلغته ، سلام الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته ، ثم الأخبار في تفصيل ما ذكرناه من الجملة عن أئمة آل محمد عليهمالسلام بما وصفناه نصا ولفظا أكثر ، وليس هذا الكتاب موضع ذكرها ، انتهى كلامه رفع الله مقامه.
وقال الشيخ أبو الفتح الكراجكي (ره) في كتاب كنز الفوائد : إنا لا نشك في موت الأنبياء عليهمالسلام غير أن الخبر قد ورد بأن الله تعالى يرفعهم بعد مماتهم إلى سمائه ، وأنهم يكونون فيها أحياء متنعمين إلى يوم القيامة ليس ذلك بمستحيل في قدرة الله سبحانه ، وقد ورد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : أنا أكرم عند الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث وهكذا عندنا حكم الأئمة عليهمالسلام ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو مات نبي بالمشرق ومات وصيه بالمغرب يجمع الله بينهما ، وليس زيارتنا بمشاهدهم على أنهم بها ولكنها أشرف المواضع ، فكانت غيبت الأجسام فيها ولعبادتنا أيضا ندبنا إليها ، فيصح على هذا أن يكون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رأي الأنبياء عليهمالسلام في السماء فسألهم كما أمره الله تعالى ، وبعد فقد قال الله تعالى : « وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٦٩.
(٢) سورة يس : ٢٧.