قويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ هم أصحابه وكنت خليفته حقا لم تنازع ولم تضرع
______________________________________________________
« قويت » أي في جميع أمور الدين من الجهاد وغيره « حين ضعف أصحابه » عنها ، وحذف المتعلق فيهما للتعميم « وبرزت » إلى الجهاد حيث طلبوا المبارزة « حين استكانوا » أي خضعوا وجنبوا « ونهضت » أي قمت بالجهاد أو بإعلان الحق والعمل به ودفع شبهات المنكرين « حين وهنوا » وضعفوا عن ذلك « ولزمت منهاج رسول الله » أي طريقته وشريعته « إذ هم أصحابه » العدول عنه وقصدوا إحداث البدع في الدين كما كان في يوم الشورى حيث عرض عبد الرحمن بن عوف عليه لزوم سيرة أبي بكر وعمر ليبايعه فأبى إلا منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
« لم تنازع » على بناء الفاعل لعدم الأعوان وللمصلحة ، ولم يكن لإذعان خلافتهم والظاهر لم تنازع على بناء المجهول فيحتمل وجوها :
الأول : أن المراد ما كان ينبغي النزاع فيها لظهور الأمر.
الثاني : أن يكون المراد عدم النزاع في أصل خلافته فإنها مما اتفقت عليه الأمة ، وإنما النزاع في أنه هل تقدم عليه أحد فيها أم لا؟
الثالث : أن يكون المعنى لم تنازع في استحقاق الخلافة وكونك أحق بها من غيرك.
الرابع : أن يكون المعنى لم ينازعك أحد في أن النبي صلىاللهعليهوآله استخلفك ونص عليك وإنما تمسكوا في رفع ذلك بالبيعة.
الخامس : أن يكون مخصوصا بأيام خلافته الظاهرة فإنه لم ينازع فيها أحد وإنما نازع معاوية في طلب قتلة عثمان وهذا أقرب من الثاني ، والفقرات الآتية بهذا الوجه أنسب.
« ولم تضرع » في القاموس ضرع إليه ـ ويثلث ـ ضرعا محركة وضراعة : خضع وذل واستكان ، أو كفرح ومنع تذلل ، وككرم : ضعف ، ومهر ضرع ـ محركة ـ لم يقو