قد مات عمر لقد بايعت فلاناً ، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلاّ فلته فتمّت ، فغضب عمر ثمّ قال : إنّي إنْ شاء الله لقائم العشيّة في الناس ، فمحذّرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أُمورهم.
[ لاحظوا القضيّة : عبد الرحمن كان عند عمر بن الخطاب في منىٰ ، فجاء رجل وأخبر عمر أنّ بعض الناس كانوا مجتمعين وتحدّثوا ، فقال أحدهم : لو قد مات عمر لبايعنا فلاناً فو الله ما كانت بيعة أبي بكر إلاّ فلتة ، في البخاري فلان ، وسأذكر لكم الإسم ، وهذا دأبهم ، يضعون كلمة فلان في مكان الأسماء الصريحة ، فقال قائل من القوم : والله لو قد مات عمر لبايعت فلاناً. القائل من ؟ وفلان الذي سيبايعه من ؟ لبايعت فلاناً ، يقول هذا القائل : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمّت ، لكن سننتظر موت عمر ، لنبايع فلاناً ، لمّا سمع عمر هذا المعنىٰ غضب ، وأراد أن يقوم ويخطب ].
قال عبد الرحمن فقلت : يا أمير المؤمنين
، لا تفعل ، فإنّ الموسم يجمع رعاء الناس وغوغائهم ، فإنّهم هم الذين يغلبون علىٰ قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشىٰ أن تقوم فتقول مقالة يطيّرها عنك كلّ مطيّر ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها علىٰ مواضعها ، فأمهل حتّىٰ تقدم المدينة ، فإنّها دار الهجرة والسنّة ،